جودة الفارس
كنا في شهر رمضان الماضي الموافق لعام 2013م نقوم بالتسويق لمشروع كفالة الداعية داخل الكويت بلجنة التعريف بالإسلام، بتكلفة 250 شهريا، قسمناها إلى 25 سهما، كل سهم استقطاع شهري ب 10 دنانير، وبفضل الله لاقى المشروع إقبالا كبيرا من المتبرعين.
ويستطيع المتبرع المساهمة باستقطاع شهري أو نقدي، والبعض دفع لمدة سنة 120 دينارا، والحمدلله استطعنا كفالة سبع داعيات لمدة عام كامل.
وبعد انتهاء شهر رمضان اتصلت بنا متبرعة عرفت عن نفسها، وقالت سوف أقول قصتي بشرط أن لا تذكروا اسمي، فوافقنا، قالت:
برمضان وبصلاة القيام سمعتكم تتحدثون عن مشروع الكفالة، وأن الإنسان بكفالته للداعية يشارك معه بالأجر مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “الدال على الخير كفاعله”، فعزمت على المساهمة بالكفالة بسهم لمدة عام كامل بمبلغ 120دينارا، وسبحان الله! لم يكن لدي سوى هذا المبلغ، وقد ادخرته لأني قدمت أوراقي للدراسة في السعودية، وسأدفعه رسوما للتسجيل هناك.
ولكني قررت أن أتبرع به لله سبحانه، وهو لن يضيعني، وفعلا دفعت المبلغ لكم.
وجاءت المفاجأة بعد رمضان بأن وافقوا على قبولي لمدة ثلاث سنوات بالمجان!
تقول: فرحت كثيرا، وشكرت ربي لأنه عوضني خيرا كما قال عز وجل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(البقرة:245).
وللأمانة هذه الأخت الفاضلة حريصة جدا على أن لا يعرف أحد من أسرتها بتبرعاتها، ومن ضمن المتبرعين لدينا كذلك أخوها حفظه الله، والاثنان لا يعلمان ببعض، فنعم التربية والأخلاق والحرص والمسابقة على فعل الخير، أسأل الله أن يكونوا ممن ينفق بيمينه ما لا ترى شماله، وأن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ذكرت هذا المثال الطيب وهو مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه” لنأخذ العبرة منه جميعا، وليكون لنا حافزا لمزيد من العمل في الخير والبذل والمعروف في سبيل الله سبحانه، فهو لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ـــــــــــــــ
– البشرى