بقلم: فيصل الزامل
الذي يقفز بالمظلة من طائرة على ارتفاع 3000 متر، يصل إلى الأرض في فترة ثلاث دقائق فقط، إذا لم يفتح المظلة، ولكنه -كما يقول برنامج علمي عن باطن الأرض- لو تابع الهبوط في باطن الأرض عبر فتحة بركان -نظريا- كي يصل إلى مركز الأرض، فإنه سيستغرق 32 ساعة، بحسب عمق وسماكة قطر الكرة الأرضية.
يتابع البرنامج: “هذه الأرض هي جزء من المجرة التي تتكون من مجموعتنا الشمسية ومجموعات شمسية عديدة في نفس المجرة تضم نجوماً يبلغ عددها في مجرتنا فقط نصف مليار بين نجم وكوكب”.
إنه عدد هائل من النجوم في مجرة واحدة تتابعها المراصد الفلكية، يقول البرنامج العلمي:
“توجد في الكون مليارات لا حصر لها من المجرات –لاحظ المجرات وليس النجوم- ويتجاوز عددها حسب رصد تلك المراصد الفلكية حبات رمل كل شواطئ البحار“، ثم يحمل مقدم البرنامج كمية من رمل الشاطئ، ويتركها تنساب من بين أصابعه، ليبين لنا الكم الهائل لأعداد النجوم، حيث تتجه الكاميرا إلى فوق؛ إلى السماء، إلى النجوم اللانهائية.
أمام هذه الضخامة يقف المرء مذهولا أمام قوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
يتابع البرنامج العلمي الشرح:
“طبعا لا يمكن للإنسان أن يتحمل حرارة باطن الأرض، التي تتكون من صهير تبلغ حرارته ما بين 5000 ـ 6000 درجة مئوية، وهي تعادل حرارة الشمس، وهي المسؤولة عن تكوين المجال المغناطيسي الذي يجذب الغلاف الغازي الذي يحيط بالأرض، ويمثل الدرع الواقية لها من تساقط الشهب، ويمنع وصول الإشعاعات الضارة إلى سكان الأرض، والكائنات الحية عليها“.
إن روعة قراءة القرآن تتجلى في الإجابة عن الأسئلة الضخمة، وهذا أحد أهم أسباب دخول علماء من الغرب في الاسلام.
يقول تعالى عن هذا الخلق { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فإذا انتهت الفترة المتاحة لكل إنسان رحل، ثم { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} و{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}، إنك أنت أيها الإنسان الهدف النهائي لهذه الأجرام والكائنات، لاختبار ردات فعلك وتصرفاتك.
إن غير المسلم يتساءل باستمرار عن الهدف من الحياة، هل هو هذا الروتين الممل؟
ولا يوجد كتاب يشتمل على الإجابة الكاملة كما هو الحال في «القرآن الكريم» ولهذا أسلم علماء من بني إسرائيل وقساوسة… {أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ}.
كلمة أخيرة:
يقول البرنامج «32 ساعة من الهبوط السريع للوصول إلى مركز الأرض» ويقول القرآن الكريم: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}. وبمحاولة احتساب الساعات الـ 32 للأرض، بأيام وشهور، وصولا إلى 1000 سنة، يقطعها الوحي في لمح البصر، نصل إلى قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.
وله المثل الأعلى.