الكويت | لجنة التعريف بالإسلام
اسم المهتدي: جانيش باوديل
الاسم الإسلامي: إسماعيل
الجنسية: نيبالي
اللغة: نيبالية
بقلم/ إعجاز الدين كوني*
إسماعيل….. ابن المهتدي الجديد محمد النيبالي الذي أسلم قبل ست سنوات لما كان في نيبال…
أسلم إسماعيل قبل ثمانية أشهر وكان هندوسيا من قبل
الهندوسية … لم يدرك أحد أصلها وأساسها ولم يتحقق لأحد بدايتها وحكايتها قاطعة.. تشتت طبقة وطبقة وانفصلت حسبا ونسبا…. يتعبد الناس لآلهتهم … لا على علم يتمعنونها ولا بنصّ يستنبطونها منه بل يأتون بطقوس تقليدية… تنقلت من جيل إلى جيل ومن آبائهم إلى أبنائهم فشاعت وتروجت… وهكذا كان نشأ وترعرع في الهندوسية يعبد لآلهة لا يعرف حقيقتها ولكنه يومن بها وويلتجئ إليها خوفا ورهبا يزور معابدها كما يزور الآخرون… وكانت تمضي حياته على هذا النحو …
إذ يسمع أن أباه قد أسلم وأصبح مسلما… فيثيره هذا الخبر غضبا وتغيظا… حزنت أمه واكتأبت لما سمعت أن زوجها ترك ديانته ومال إلى غيرها وتقلق لهذا الخبر أخته ويهيج له أخوه كأنّ حادثا حدث في هذه الأسرة… وكأنّ المكروه أصابهم…
ويمضي لهذا سنتان أو ثلاث سنوات وما تغيّر شيء منهم ثم يقدم الكويت ويلاقي أباه فيدعوه إلى الإسلام ويقول له وهو حريص على إسلامه “يا بنيّ أسلم فإن الإسلام أحسن دينا في الأرض وإنّه يهدي للتي هي أقوم وبه تستقيم ” فيقول له بهدوء “أترى فيّ سوءا” ومن الجانب الآخر يدعوه أصدقاؤه وزملاؤه في العمل والسكن يدعونه إلى الإسلام ويصرّون عليه ولكنه يأبى ويصرّ على ما فيه…
ولكن الإسلام يدبّ دبيب النمل ويلتمس طريقه من نفسه إلى من أراده الله الخير ويتطرّق إليه كالماء الجاري…. يجري بطريقه الذي يلتمسه ويسيل فيه وإن منعته من السيلان والجريان وإن سددت سبيله بسدّ… وكذلك أخونا “جانيش باوديل” امتنع من الإسلام وابتعد عنه ما استطاع…. ولكن كيف يمكنه أن يعرض عنه وقد كتب الله الهداية إلى الدين الحق، لله درّ من قال ” من يهد الله فلا مضلّ له …” كان أبوه يستمرّ بدعوته إلى الإسلام ويوفّر له الكتب الإسلامية التي تصدرها اللجنة لغير المسلمين…ويتابعه يوما فيوما وقد بدأ يقرأه …. فقرأ وقرأ … نعم وهو الآن يستطيع أن يفرّق بين ما كان يعتقده وما هو يقرأه من حقيقة الإله والخالق الحقيقي ورب العالمين… يستحضر الآلهة التي صنعت من أصنام وتماثيل ويتفكر في “الله” الذي لا يدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار … يتصوّر الآلهة التي خلقتها الأيدي ثمّ يقف عند الخالق الذي خلق الكون وخلق الناس جميعا… الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد …. أصبح الإسلام يتمكّن في قلبه… استمرّ جانيش بقراءة هذه الكتب وهو يحاول أن يستدرك منها فقهها وفهمها بحيث لا يمرّ بجملة ولا يقلّب صفحة دون أن قد فهم مطالب ما قرأ … فيرى في نفسه إقبالا شديدا في موضوعاتها ووجدها تتفاعل بالمفاهيم الإسلامية…
أصبح يفكّر في دين أقبل عليه أبوه أولا ثم أصبح يدعوه إليه… أدرك أنه من الممتنع أن يكون لهذا الكون أكثر من إله واحد … ولم يتساهل في إدراك السلبيات التي كانت في الآلهة التي كان يعبدها ويعتقد أنها آلهة قادرة على ما يريد … فلما عرف أنها باطلة كلها ندم على ما كان يعتقد ثم لم يلبث إلا أن قدم اللجنة مع أبيه ولقي الدعاة وأعلن إسلامه بعد أن نطق بالشهادتين… سمّى ونفسه “إسماعيل”.
ويقول إسماعيل عقب إسلامه ولم يمض عليه إلا بضعة أشهر… “ما أروع الإسلام الذي يهدي الإنسان إلى ربّه وخالقه ولقد أعجبت كثيرا أثناء قراءتي الإسلام من عقيدة التوحيد… هذا الأصل الذي ينبغي أن يعرفه الناس جميعا… يسكن القلب عند عبادة الله ويزول همه وغمه… مع أنّه (الإسلام ) يقوم بتكوين شخصيته تكوينا إيمانيا وأخلاقيا وعلميا… ويرّغبه فيما ينفعه وينفع الآخرين في الحياة الفانية (حياة الدنيا) والحياة الخالدة(حياة الآخرة)… ويجنّبه ما يضرّه ويضرّ الآخرين… يحلّيه بالأخلاق والعادات ما تزين بها حياته ويضع عنه القلائد والأطواق ما بها تشين… والإسلام يعلّمه ما لا يعلم ويربّيه على أساس العلم فلا تجد مسلما إلا وهو يعلم ويتعلّم طريقة العبادة لله وحده يتعلّم الأحكام كما يتعلّم الحلال والحرام خلافا للآخرين … فإنّ الهندوسي يعيش هندوسيا طولا حياته وهو لا يعرف شيئا منها.. وكذلك أهل الديانات الأخرى يبقون على دياناتهم ولو لم يعرفوا منها حكما وأدبا…
فانظروا إليّ وقد حفظت عقب إسلامي أربع سور من القصار ما عدا سورة الفاتحة وكما حفظت من الأدعية والأذكار ما تتعلق بصلاتي… وما زلت مستمرا بها…
ويقول إسماعيل … إنّ ممّا أعجبني من محاسن الإسلام نظامه للحياة البشرية كاملة وشاملة فإنّ الإسلام ينظّم حياة أحد بتنظيم فهو يعلّمه آداب الأكل والشرب كما يعلّم أحكام الركوع والسجود للرب… وقد عقمت الديانات من مثل هذا النظام الكامل الشامل…
ثمّ إنّه أعجبني من الإسلام مساواته لا سيما في العبادة فإنه لا يفرّق بين العبد والعبد وبين الغني والفقير وبين الحاكم والمحكوم ولا يفضّل العربيّ على أعجمي ولا أحمر على أسود بل يصطفّون في صف واحد يتقاربان ويتلاصقان…
ويقول إسماعيل عرفت الإسلام وحقيقته فأقبلت عليه رغم أني كنت أكرهه قبل أن أتعرّف عليه… ولكن الله حبّبه إليّ فأنا اليوم عازم في قلبي أني سأبلغه إلى من لم يعرفه وأحاول إن شاء الله أن أدعو أمي وأخي وأختي إلى هذا الدين الحق والله ولي التوفيق.
—
*داعية لجنة التعريف بالإسلام باللغة الكانادية.