إن الصيام عرفته الإنسانية منذ القدم، فقد كتب الفراعنة –قديما- على أوراق البردي نقوشا تفيد بأن المصريين القدماء مارسوا الصيام، وعرف اليونانين الصوم ومارسوه لغايات وأهداف متعددة، أما في عهد البطالسة فقد كان الأطباء ينصحون مرضاهم بالصوم تعجيلاً للشفاء.
جاء ذلك خلال ندوة (الصيام وفوائده في مختلف الأديان) التي نظمها فرع المنقف في صالة (فست ستيب) بمنطقة أبو حليفة حضرها 45 شخص من الجالية الكيرلاوية، منهم 27 شخص من غير المسلمين، واشتملت الندوة على محاضرة ومناقشة مفتوحة للمحاضرين أدارها كل من مسؤول الجالية الكيرلاية في الكويت شوكت علي، وداعية التعريف بالإسلام ذاكر حسين، والداعية الميداني (نواز محمد).
بدأت الندوة بكلمة ترحيبية من شوكت علي قال فيها: (إنه من دواعي السرور تواجد هذا الجمع الكبير من ابناء الجالية، ليشاركوا في هذه الندوة التي تساعد على التقارب والتعارف فيما بينهم حيث التعرف على الثقافات المختلفة وإجراء الحوارات الهادفة التي تجمع ولا تفرق، موضحا أنه في خلال شهر رمضان الكريم سوف يكون هناك المخيم الرمضاني الكبير السنوي الذي يحضره جمع كبير من الدعاة والعلماء والشخصيات الكبيرة، داعيا الحضور إلى الحرص على المشاركة في المخيم.
من جهته أكد الداعية ذاكر حسين في محاضرته حول (الصيام وفوائده في مختلف الأديان)، قائلا: (إن الصيام عُرف في المعتقدات والأديان السابقة، فقد فرضت البوذية والهندوسية الصيام، كما عرفت الجينية الصيام وفقاً لقواعد خاصة وممارسة معينة يصل معها الصائم لحالة السمو والارتقاء، وعرف الصيام كذلك في اليهودية والنصرانية.
وأشار حسين إلى أن الصيام في الإسلام يختلف عنه في المعتقدات والديانات الأخرى، ففي الإسلام يعد الصيام ركنا من أركانه، ويرتبط بالإيمان ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى الجزاء عليه خاصا به، مشيرا إلى أن الصيام شرع في الإسلام لأهداف وليس من أجل الجوع والعطش، قال تعالى: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة:183، فالصيام هنا مقرون بعلة التقوى، بل إن الصيام مرتبط بأحكام تتوافق مع الطبيعة البشرية، مشيرا إلى شهادة الغربيين في هذا الصدد، ومنها شهادة الطبيب الأمريكي (كارلو) الذي خاطب قومه ناصحا لهم بالانقطاع عن الطعام مرةً كل عام، ثم امتدح دين الإسلام قائلا: إنه أحكم الأديان، حيث فرض الصيام، وأن محمداً الذي جاء بهذا الدين –برأيه- كان خير طبيب وفق إرشاده وعمله، حيث كان يأمر بالوقاية قبل المرض وقد ظهر ذلك في الصيام، وفي صلاة القيام.
وفي نهاية الندوة فتحت مناقشة مفتوحة بين الحضور، للتعريف بالصيام في الأديان والمقارنة فيما بينها، حيث أكد دعاة اللجنة خلالها فوائد الصيام من ناحية الإعجاز العلمي، ومدى حاجة الإنسان الروحية للصيام، وقد أثنى الحضور على البرنامج والتنظيم الجيد والحلقة النقاشية التي دارت في آخر الندوة.